+A
A-

الإبراهيمي: حمص تتحول مرة أخرى إلى “مسرح للموت”

بيروت ـ وكالات: قال الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي أمس الخميس إن الاتفاق الذي ابرم بين المقاتلين والمدنيين المحاصرين في مدينة حمص والسلطات السورية انهار في الوقت الذي توشك فيه قوات الحكومة على استعادة المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وكانت حمص وهي مدينة تسكنها طوائف دينية مختلفة قد شهدت المظاهرات الأولى ضد الرئيس بشار الأسد في عام 2011 وتحولت لرمز للدمار الذي تخلفه الحرب الأهلية بعد تسوية الكثير من أحيائها بالأرض بسبب قصف الجيش.
ولا يزال المئات محاصرين في المنطقة القديمة من المدينة تحاصرهم قوات الحكومة والميليشا الموالية للأسد. وأبرم اتفاق خلال محادثات سلام أجريت في جنيف هذا العام أتاح لبعض المدنيين المغادرة لكن المفاوضات انهارت في أعقاب المعارك الضارية التي اندلعت هذا الأسبوع.
وقال الإبراهيمي في بيان إنه لأمر مؤسف للغاية أن تتوقف المفاوضات بهذا الشكل القاسي وان يستعر العنف مرة أخرى بينما كان اتفاق شامل يلوح في الأفق.
وأضاف إنه لأمر مقلق أن تتحول حمص -التي عانى سكانها كثيرا على مدى السنوات الثلاث المنصرمة - من جديد إلى مسرح للموت والدمار.
وفي الشهور الأخيرة استعادت قوات الحكومة السيطرة على مناطق وبلدات حدودية كان يسيطر عليها المقاتلون لتغلق طرق الامدادات للمقاتلين من لبنان وتؤمن الطريق السريع الرئيسي الذي يمتد شمالا من دمشق حتى وسط سوريا وحمص والبحر المتوسط.
وحذر الائتلاف الوطني وهو جماعة سياسية معارضة للنظام من الخارج من وقوع مذبحة إذا دخلت قوات الأسد الجزء الذي يسيطر عليه المسلحون في حمص.
وقال الائتلاف في بيان نحذر المجتمع الدولي من احتمال وقوع مجزرة في حمص. تقع المدينة القديمة تحت الحصار من قوات النظام منذ 676 يوما.
وقال منذر أقبيق المتحدث باسم الائتلاف إن من الضروري أن يبقى العالم عينه على حمص في هذه المرحلة الحرجة. النظام حول (المدينة) التي كانت روح الثورة إلى أنقاض وخراب.
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض للأسد فقد قتل أكثر من 150 ألف شخص ثلثهم مدنيون بسبب الحرب الأهلية التي بدأت بمظاهرات سلمية ضد حكم الرئيس السوري. وهرب ملايين من البلاد.
وبدأ مقاتلو المعارضة فجر امس هجوما على ثكنة عسكرية استراتيجية للقوات النظامية السورية في شمال شرق مدينة حلب التي تشهد معارك عنيفة بين الطرفين، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “شن مقاتلون معارضون بينهم عناصر من جبهة النصرة والجبهة الاسلامية وكتائب مقاتلة، هجوما فجر الخميس على ثكنة هنانو في حلب”.
واوضح ان الهجوم “بدأ اثر تفجير المقاتلين انفاقا اسفل مواقع للقوات النظامية” في محيط الثكنة، قبل اندلاع اشتباكات عنيفة لا تزال متواصلة.
وتدور المعارك “بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وعدة كتائب إسلامية مقاتلة وكتائب مقاتلة من جهة أخرى في محيط ثكنة هنانو ومحيط قلعة حلب” التي تتمركز فيها القوات النظامية، وتبعد نحو كيلومتر واحد عن الثكنة، حسب المرصد.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري ان “وحدة من الجيش العربي السوري والدفاع الوطني تحبط محاولة تسلل العصابات الارهابية اثر تفجيرها ثلاثة انفاق في محيط ثكنة هنانو في حلب في محاولة لدخولها”، مشيرا الى ان القوات النظامية “قضت على اعداد من الارهابيين”.
واوضح عبد الرحمن ان الثكنة “هي من الاكبر للقوات النظامية في سوريا وتعد ذات اهمية استراتيجية لكونها تقع على مرتفع يشرف على الاحياء الشمالية لحلب”، كبرى مدن شمال سوريا.
وتشهد احياء حلب منذ صيف 2012، معارك يومية بين نظام الرئيس بشار الاسد ومقاتلي المعارضة. ويتقاسم الطرفان السيطرة على المدينة التي كانت العاصمة الاقتصادية للبلاد قبل اندلاع النزاع منذ ثلاثة اعوام.