+A
A-

31 % من الشباب يتطلعون للعمل في القطاع الخاص

بدأ التفاؤل الذي رافق ثورات الربيع العربي يتلاشى وفق الاستطلاع السنوي السادس لرأي الشباب العربي الذي أجرته شركة أصداء بيرسون ـ مارستيلر بواسطة “بين شوين آند بيرالند”.
فقد أظهرت نتائج هذا العام أن التفاؤل الكبير بنتائج الربيع العربي، والذي ساد استطلاعي 2012 و2013، بدأ يتلاشى، ولكن المشاركين أبدوا ثقة متزايدة بقدرة حكوماتهم الوطنية على التعامل مع طيف واسع من القضايا، بما فيها معايير المعيشة والاستقرار الاقتصادي والبطالة، حيث أعرب أكثر من نصف المشاركين بقليل فقط (54 %) عن موافقتهم “بشدة” على مقولة “أعتقد أن العالم العربي بات أفضل في أعقاب ثورات الربيع العربي”، وهي نسبة منخفضة للغاية مقارنة مع وصولها إلى 70 % في عام 2013، و72 % في عام 2012.
وبالرغم من ذلك، لا تزال روح التفاؤل والحيوية متقدة لدى الشباب العربي، حيث عبر أكثر من ثلثي شباب المنطقة عن أنهم واثقون “جدا” أو “إلى حد ما” بقدرة حكوماتهم على التعامل مع ارتفاع معدلات البطالة (68 %)، في حين أبدت نسبة مماثلة تفاؤلها بقدرة هذه الحكومات على التعامل مع ظروف الحرب (67 %) والارتقاء بمعايير المعيشة (66 %).
وبالرغم من ارتفاع مستوى التفاؤل إزاء طيف واسع من القضايا، يبدو الشباب أقل ثقة بإمكانية حل القضايا طويلة الأمد، حيث قال أكثر من نصف الشباب (58 %) إنهم ليسوا واثقين “جدا” أو “أبدا” من قدرة حكوماتهم على التعامل مع مسألة تكوين الثروات، في حين أبدت نسبة مماثلة تقريبا (57 %) شكوكها حيال قدرة هذه الحكومات على التعامل مع القضايا البيئية.
ويشير استطلاع هذا العام إلى أن ارتفاع تكاليف المعيشة والبطالة أبرز المخاوف التي يواجهها الشباب العربي اليوم، وأبدى ما يزيد على 3 من أصل كل 5 أشخاص (63 %) قلقهم الشديد إزاء ارتفاع تكاليف المعيشة، وينسجم ذلك مع نتائج السنوات الثلاث الماضية، التي شهدت مستويات مماثلة تقريبا للمشاركين في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي الأكثر ثراء (63 %) والمنطقة على نطاق واسع (62 %). ومع ارتفاع معدلات البطالة في معظم أرجاء العالم، بما في ذلك البلدان العربية، لا عجب أن يصنف الشباب العربي مشكلة البطالة في المرتبة الثانية على قائمة مخاوفهم، وأعرب نحو نصف المشاركين (49 %) في المنطقة عن قلقهم حيال موضوع البطالة ليشكل ذلك تناميا مطردا على مدار الأعوام الأربعة الماضية، حيث بلغت هذه النسبة 44 % في عامي 2013 و2012، و42 % في عام 2011، وذلك بالتوازي مع تنامي معدلات البطالة. وتزداد مخاوف الشباب إزاء مشكلة البطالة بشكل أكبر في الدول غير الخليجية، حيث تسعى الحكومات جاهدة لتوفير فرص العمل لمواطنيها الذين تتزايد أعدادهم بشكل مستمر، وأشار 55 % من شباب هذه البلدان إلى أنهم يعتبرون البطالة أبرز مخاوفهم، ورغم أن هذه النسبة لا تزال مرتفعة بواقع 39 % في البلدان الخليجية، غير أن شباب هذه البلدان هم أقل تخوفا من أقرانهم في بقية البلدان العربية، حيث تمنحهم حكومات بلدانهم الغنية بالنفط بعض الطمأنينة في هذا الشأن.
يجمع ثلثا المشاركين في الاستطلاع (67 %) من الشباب العربي على أن جيلهم يميل أكثر نحو إطلاق الشركات قياسا مع الأجيال السابقة، فيما يسهم توفير التعليم العالي في تحسين مهارات الشباب العربي، وتساعد القروض التي تقدمها الحكومات والبنوك في تأسيس الشركات الخاصة، وتتماثل آراء الشباب حيال هذه المسألة في مختلف أنحاء العالم العربي، إذ يوافق عليها 66 % من المشاركين في منطقة الخليج وفي البلدان غير الخليجية على حد سواء. في الوقت نفسه، يزداد تفضيل الشباب لوظائف القطاع الخاص بشكل ثابت في منطقة الخليج العربي، حيث عبر 31 % من المشاركين في الاستطلاع عن رغبتهم في العمل لدى شركات القطاع الخاص بزيادة عن نسبة 24 % التي تم تسجيلها في استطلاع عام 2013، و19 % المسجلة في عام 2012. في المقابل، يشهد هذا التوجه في البلدان غير الخليجية ارتفاعا ليصل مستوى تفضيل الشباب لوظائف القطاع الخاص إلى 31 % في عام 2014، مقارنة مع 28 % في عام 2013، و36 % في عام 2012.
بدوره، قال سونيل جون وهو الرئيس التنفيذي لشركة “أصداء بيرسون مارستيلر”: “لا يمكن ولا يجب اعتبار شباب اليوم مجرد مستهلكين وقادة مستقبليين، فهم يثبتون أنهم قادة وبناة مجتمع اليوم. فقد نجحوا في ترك بصمتهم الخاصة ليس بين أقرانهم فحسب، إنما أيضا في عموم المنطقة عبر منصات التواصل الاجتماعي. ومن المهم جدا أن تتفهم الحكومات والشركات والعلامات التجارية والمجتمعات عموما احتياجات وتطلعات هذه المجموعة التي تمثل أكبر شرائح المجتمع”.