+A
A-

“حلاوة روح”.. فيلم سيئ بمعنى الكلمة ولا يستحق المشاهدة

بعد أيام قليلة من عرضه في دور السينما البحرينية، تم وقف فيلم “حلاوة روح” أحدث أفلام شركة السبكي للإنتاج والتوزيع السينمائي، الذي تقوم ببطولته الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، الذي يعرّض أخلاق الأطفال وقيمهم للخطر، ويتضمن ألفاظاً ومشاهد تؤثر في قيم الأطفال وتخدش حياء المشاهدين، بالرغم من أنه للكبار فقط.
الجدير بالذكر أن قطاعًا كبيرًا من المغرديين طالبوا بإيقاف الفيلم، مؤكدين أن هذه النوعية من الأفلام تمثل خطورة اخلاقية على المجتمع وتؤثر على القيم والعادات بما ينعكس سلبيا على الاخلاق العامة. وشن مغردون حملات لمقاطعة الفيلم في عدة دول خليجية وعربية، لما يحتويه من “إسفاف”، معربين عن استغرابهم من أن يتم الترويج للفيلم على أنه للكبار فقط في حين أن احد ابطال الفيلم طفل.
الفيلم المسروق كلياً عن الفيلم الإيطالي “مالينا” بداية من ملصقه ومرورا بأزيائه وليس انتهاء بقصته، لم تتجاوز علامته ثلاث درجات، رافقه عتب كبير موجه إلى الفنان باسم سمرة، أنه لا يحتاج الى أدوار مثل هذه، فهو أكبر قيمة على حد تعبير المشاهدين. وتدور أحداث الفيلم حول “روح” الفتاة الجميلة التي تعيش في حي شعبي، ويعيش زوجها في الخليج، لتوفير لقمة العيش، لكن اختفاءه فجأة يجعلها تلجأ للعمل في نادٍ ليلي، محاولة الحفاظ على سمعتها رغم عملها في مكان مشبوه.
الفيلم اختصر نفسه في عبارة “للكبار فقط” مع أن وجود طفل في الفيلم وهيامه بـ “روح” كغيره، وضع الفيلم في خانة غريبة لم يستوعبها كثيرون، فالفيلم ممنوع عن الأطفال، لكنّ ثمة طفلاً يقدم مشاهد ايحائية ساخنة مع علاقته بـ”روح” التي لا يمكن وصفها “ببنت بلد”، من يشاهد الفيلم، يشعر أنه ليس أمام قصة وسيناريو وحوار، فالحوار غير مفهوم فيه، وإذا ما شاهدته من غير صوت ستشعر أنك أمام “فيديو كليب” لأغنية من أغاني هيفاء وهبي، لكن مدته طويلة، وهذا ما قاله الناقد السينمائي طارق الشناوي “تستحمل مشاهدة هيفاء وهبي في فيديو كليب لمدة خمس دقائق، لكن لا يمكن أن تتحمل مشاهدتها لمدة ساعتين”.
لا يخلو مشهد في الفيلم دون اثارة من بطلته، فهي البطلة المطلقة، على الرغم من وجودها أمام اسماء كبيرة، لكن الكاميرا لم ترحل عنها، طريقة التحدث، والأزياء الفاضحة بشكل زائد على اللزوم، والمتناقضة مع طبيعة الحي الشعبي الذي تعيش فيه، كل هذا وضع الفيلم في خانة الأفلام المثيرة.
وتزايد الهجوم على “حلاوة روح” يوما بعد يوم منذ طرحه قبل أسبوعين، وكان أحدث هذه الانتقادات من قبل المجلس القومي للطفولة والأمومة، الذي أكد أن هيفاء خطر على أطفال مصر.
وبحسب موقع “العربية.نت”، فأشار المجلس في بيان صادر عنه أن الفيلم يعرض أخلاق الأطفال وقيمهم للخطر، وأنه يتضمن ألفاظا ومشاهد تؤثر في قيم الأطفال، فضلا عن استغلالهم للمشاركة في الفيلم، وهو ما اعتبره المجلس مخالفا لقانون الطفل رقم 126 لسنة 2008. وانتقد الإعلامي المصري تامر أمين، المشاهد الجنسية في فيلم “حلاوة روح”، الذي تؤدي بطولته الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي. وأكد أمين في برنامجه على فضائية “روتانا مصرية”، على أن مخرج الفيلم تعمد تحريك غرائز المشاهدين، من خلال تركيز الكاميرات على أجساد الممثلين، قائلا: “الكاميرات كلها داخلة في البنطلونات والفساتين، أنا مش عارف هي الرقابة بقت مرحرحة كده ليه”. وقال: “الفيلم صعب أوي، ده البرومو لوحده مصيبة، عندي سبعة من صحابي دخلوا الفيلم، وقالولي إنهم طلعوا مكسوفين”. وتابع: “من الواضح أن هيفاء جايبة من الآخر، إثارة، عري، مصطلحات إباحية، مشاهد جنسية”.
وقال الدكتور صلاح هاشم، الكاتب والمفكر السياسي،ورئيس الشبكة المصرية للتنمية والحماية الاجتماعية، في تعليقه على عرض فيلم “حلاوة روح”: إن دورًا سلبيا لعبته السينما المصرية، وأساءت بشكل مباشر للمجتمع المصري بكل فئاته. وأضاف هاشم ، أن فيلم “حلاوة روح” يعد انتهاكا للمؤسسات الوطنية، والسماح بهذه النوعية من الأفلام يعد دليلا على سيطرة رأس المال وفساد الجهات الإدارية للدولة، فضلا عن تخلي الدولة عن دورها في حماية القيم لأبنائها. وأشار إلى أن الفن بهذه الطريقة يعتبر جريمة ولابد من معاقبة الجهات الرقابية! وفي مصر ايضا دشنّ عدد من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” صفحة تحمل عنوان “كفاية إسفاف” وذلك في دعوة صريحة للجمهور بمقاطعة فيلم هيفاء وهبي الجديد “حلاوة روح”. وطالب مدشنو تلك الصفحة الجمهور بمقاطعة أفلام السبكي والتي مثلت ظاهرة فنية سلبية خلال السنوات الأخيرة حيث قدم سلسلة من الأفلام التي أدت الى تدهور الذوق العام ، على حد وصف مؤسسي الصفحة .
وأبدت النجمة اللبنانية هيفاء وهبي غضبها من موجة الهجوم التي شنها النقاد على فيلمها الجديد “حلاوة روح” بسبب كثرة المشاهد الساخنة التي تقدمها في الفيلم.
وقالت وهبي: “ردود الأفعال التي تلقيتها هنا في بيروت جيدة، والصحافة اللبنانية أشادت بالفيلم، وأعتقد أن هذا دليل على نجاح العمل بعيدا عن رغبة البعض في الهجوم على أي عمل أقدمه”. وأضافت: “البعض لا يتقبل الفكرة الجريئة، واتهامي بالإسفاف والابتذال أمر غير مقبول، وأنا شخصيا لا أتوقف أمام النقد الجارح والذي لا يستند إلى تحليل فني واحترم النقد الموضوعي”. ورفضت هيفاء وصف أحد النقاد لفيلمها بأنه فيلم “بورنو”، وقالت: “هذا الوصف قاس جدا وأنا أعتقد أنه مبالغ فيه، ومن رأى في الفيلم ذلك فهذه مشكلته هو”.