+A
A-

تجارة التبغ المهرّب: أرباح مغرية وخسائر حكومية جسيمة

لندن - المركز الدولي للضرائب والاستثمار : قالت مستشار برنامج المركز الدولي للضرائب والاستثمار إليزابيث ألين ان الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ هو ظاهرة عالمية تمتد آثارها للبلدان ذات الدخل المرتفع والمنخفض على حدٍ سواء.
وتعد السجائر واحدةً من السلع الأكثر تداولاً في السوق السوداء في العالم، نظراً لارتفاع الضرائب عليها ولسهولة نقلها، ولأن نسبة المخاطرة إلى الربح فيها مغرية جداً.
وذكرت ألين ان الإتجار غير المشروع في السجائر يحتل «المرتبة الثانية بعد الإتجار بالمخدرات غير المشروعة من حيث العائدات التي يجنيها المهربون»، وتضيف بأن «سيجارة من بين كل عشر سجائر يتم تدخينها في جميع أنحاء العالم غير مشروعة». وتمثل هذه النسبة نحو600 مليار سيجارة سنوياً، ما يسفر عن خسائر في الإيرادات الحكومية السنوية تتراوح بين 40 إلى 50 مليار دولار .
واوضحت ألين ان الإتجار غير المشروع يتجلى بطريقتين رئيستين: الواردات غير المشروعة والإنتاج المحلي غير المشروع. وتشمل الواردات غير المشروعة المنتجات المقلدة والمنتجات الأصلية وكذلك «المنتجات القانونية المهربة» وهي علامات تجارية يتم إنتاجها بطريقة قانونية في بلد ما بهدف تهريبها إلى بلد آخر لا توجد فيها سوق قانونية لها. تواصل النمو الهائل في السجائر «القانونية المهربة» في جميع أنحاء العالم. ففي بولندا مثلا، نما الإتجار في «المنتجات القانونية المهربة» إلى أكثر من الضعف، ليرتفع من 22 إلى 59 % خلال ثلاث سنوات فقط.
وعن كيف يتم الإتجار غير المشروع قالت ألين « يتم تهريب معظم هذه المنتجات عبر الحدود في حاويات، حيث يتم فحص وتفتيش نسبة ضئيلة فقط من الحاويات تفتيشاً فعلياً - . ويتم تهريب السجائر بطرق بارعة لكنها غالباً ما تكون غير صحية وذلك بهدف تهريبها إلى بلدان الوجهة النهائية. وعادةً ما تشمل طرق التهريب المستخدمة عدم اكتمال إجراءات النقل أو تقديم بيانات غير سليمة أو إخفاء السلع.
و حددت منظمة الجمارك العالمية طرقاً غير مسبوقة لإخفاء السلع، بما في ذلك إخفاء السجائر غير المشروعة في براميل تحتوي على غازات سامة. ويستفيد المهربون من مناطق التجارة الحرة التي تفتقر في بعض الأحيان إلى تدابير الرقابة المحكمة على حركة المنتجات غير المشروعة. كما سلّط تقرير منظمة الجمارك العالمية لعام 2012 الضوء على اكتشاف مصانع السجائر «المتنقلة» والتي تدار من خلال شاحنات معدة خصيصاً مما يجعل من الصعب للغاية رصدها وتتبعها.
واشارت ان الدافع الرئيسي للإتجار غير المشروع هو تحقيق أرباح عالية للمجرمين مدعوماً بالطلب من المستهلكين. فعلى سبيل المثال، توضح التجارب العالمية من أيرلندا والدول التي انضمت للاتحاد الأوروبي وكندا وماليزيا وتركيا وسنغافورة أن الزيادة الحادة والمفاجئة في الضرائب تؤدي إلى ارتفاع حاد في الإتجار غير المشروع بمنتجات التبغ . بالمقابل ، طبقت الولايات المتحدة وإيطاليا واليابان زيادات تدريجيةً وأكثر اعتدالا في الضرائب كان لها تأثير أقل ضرراً على السوق القانونية آخذين بعين الاعتبار قدرة المستهلكين على تحمل تكاليف شراء السجائر وبالتالي السيطرة على نمو السوق السوداء وتشمل العوامل الأخرى التي تساعد على تفشي هذه الظاهرة الفساد وتدابير السياسات الحمائية وعدم تطبيق القوانين والرقابة على شركات التصنيع المحلية، والنقاط الحدودية بالشكل الكافي. ويظل السبب الرئيسي وراء نمو السوق السوداء الخاصة بمنتجات التبغ هي الأرباح المحتملة للمجرمين المدعومة بطلب المستهلكين لأصناف بأقل الأسعار.