+A
A-

المخرجة الشابة أمل العقروبي: فيلم “نصف إماراتي” نافذتي إلى العالم

من دبي: طارق البحار
تشارك الأفلام الإماراتية القصيرة بقوة في الدورة التاسعة لمهرجان دبي السينمائي الحالي، الذي فتح ذراعيه لمواهب إخراجية صاعدة تشارك للمرة الأولى ويتنافسون على مسابقة “المهر الإماراتي” مع نجوم العالم، “البلاد” التقت المخرجة الشابة امل العقروبي والتي تشارك بفيلمها “نصف إماراتي” وتحدثت عن عملها وعن أهم القضايا المطروحة، ودور المهرجان في توصيل فيلمها السينمائي إلى العالم. أمل العقروبي، طبيبة أعصاب تخلت عن درجة الماجستير في الطب بعد أن حققت رغبة والديها في أن تكون طبيبة العائلة واتجهت إلى عشقها الأول والأخير وهو الإخراج السينمائي، وعن فيلم “نصف إماراتي” الوثائقي الذي يعد أولى تجاربها في عالم السينما تقول: الإخراج السينمائي هو قراري الأهم في حياتي بعد دراسة الطب، وأنا فخورة بمستوى الفيلم وقبول مهرجان دبي السينمائي له ليشارك باقي الأفلام المحلية، وكون والدي إماراتياً ووالدتي سورية أحببت أن انطلق من تعدد ثقافات الأبناء في هذا الفيلم، حيث يحكي قصة خمسة شباب أمهاتهم من جنسيات مختلفة ورصدت في الفيلم نظرة المجتمع لهم وطريقة تعاطي الشباب مع الآخرين الذين يوجد قسم منهم من ينظر لهم نظرة دونية كون أمهاتهم من جنسية ومختلفة، وهذه الجزئية هي جزء من واقع مهم في التكوين السكاني في الدولة وتسليط الضوء عليها أمر غاية في الأهمية، وأتمنى أن ينال الفيلم جائزة المهر الإماراتي كونه مصوراً بطريقة عالية الدقة تقنياً وفنياً وفكرياً.
ولماذا اختيار موضوع الزواج بين الأعراق لفيلمك القصير الأول؟
يقول المخرج الكبير ريدلي سكوت “إذا كنت تريد أن تكون مخرج متميزا، لا ينبغي التوقف امام اي حاجز” الفكرة موجودة عندي منذ فترة، أصبحت بسرعة عملا وثائقيا عشته شخصيا في حياتي، فأنا نصف إماراتية وبالتالي فإن الفكرة هي شخصية جميلة بالنسبة لي. الناس يبحثون دائما عن القصص غير المروية، وكنت أعرف أيضا أن هذا الموضوع الذي لم تطرق في المنطقة لذلك كان من المحتم ان اتحرك واقوم بالخطوة الاولى.
وبالفعل قمت باختيار جنسيات منوعة في هذا الفيلم، ولم اقم بتحديد أشخاص معينين له، في الواقع، لم أكن أعرف معظمهم قبل أن نبدأ التصوير واكتشفت شخصياتهم فقط أثناء التصوير!
حدثينا اكثر عن الفيلم...
صورنا الفيلم في اجواء حارة في غرفة صغيرة بمنزل في أبو ظبي، حيث تم اطفاء المكيفات من اجل الصوت، وكان صعبا جدا، لكن في يوم كامل اتممنا كل شيء.
استغرق الفيلم للوصول للشكل النهائي حوالي أسبوعين من اعداد وتحضير، لقد تركت الممثلين يعبرون عن ما بداخلهم من مشاعر ودموع وقسوة، العمل كان صعبا وسط كل هذه المشاعر.
ما هي الخطوة التالية؟
في هذه اللحظة، أنا في المراحل النهائية من جمع التمويل لفيلم جديد مع هناء مكي، هو فيلم وثائقي يتبع حياة اثنين من الصبية الذين يعانون من التوحد في رحلة لمدة ثلاثة أشهر من خلال العلاج بالموسيقى، ويهدف الى رفع الوعي حول المرض في الإمارات، ومن المقرر ايضا ان تشاركني نجمة كبيرة لن اكشف عن اسمها في عملي المقبل، اريد ان اجرب كل شيء في السينما وها انا اعمل بجد وانتظر النتيجة.
ما دور مهرجان دبي في حياتك الآن؟
المهرجان اعطاني الكثير ومازال يدعم الإنتاج الإماراتي المحلي منذ انطلاقته، والحقيقة اهتمام كبار المسؤولين فيه بنا نحن السينمائيين لخير دليل على ذلك، فأحب ان اشكرهم جميعا على الدعم ولكم ايضا في البحرين فيلم “نصف اماراتي” نافذتي الى العالم، اتطلع به لتقديم اسمي وكل من عمل معي بقوة.
وتنامي المواهب الإماراتية وتجاربها السينمائية أصبح جلياً كما يعبر رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي عبد الحميد جمعة للصحفيين قائلا: “10 أفلام إماراتية قصيرة تشارك في هذه الدورة منها ستة أفلام تعرض للمرة الأولى عالمياً، وفي كل دورة يجمع المهرجان أسماء جديدة ومواهب صاعدة من مخرجين وممثلين وسينمائيين يقدمون موضوعات ذات معنى ورسائل مهمة، وتنامي المواهب الإماراتية هو دليل على مدى الانجذاب الذي حققته السينما لهؤلاء الشباب، خاصة أن مهرجان دبي يندرج مع أهم المهرجانات في العالم ومن خلاله يلتقي كبار صناع السينما العالميين على أرض الإمارات، كما إن مسابقات الأفلام القصيرة في المهرجان خاصة مسابقة المهر الإماراتي تدخل الأفلام الإماراتية حيزاً واسعاً من التنافس بين الشباب الإماراتي من مخرجين وكتاب وفنيين وممثلين الذين تميزت أفلامهم لهذه الدورة بالطرح الجديد والجودة العالية في تقنيات التصوير والإخراج السينمائي، وبناء على ذلك اخترنا هذه الأفلام من بين باقة منوعة من الترشيحات الإماراتية”.
وتطلُّ المخرجة أمل العقروبي وفيلمها “نصف إماراتي” الذي يناقش قضية اجتماعية يجسدها خمسة مواطنين إماراتيين يتشاركون المعضلة ذاتها، ويتبادلون قصصهم عن التحديات التي تواجههم، كون أحد الوالدين من جنسية غير إماراتية. يستكشف الفيلم ما يتوقّعه المجتمع منهم، ومدى احتضانهم في الثقافة التي ينتمون إليها، وقد دخل الفيلم ضمن القائمة النهائية للأفلام المحلية المنافسة على جائزة “المهر الإماراتي”.
كوريا الجنوبية
يعود تاريخ العصر الذهبي لصانعي الأفلام الكورية إلى خمسينات وستينات القرن الماضي، وقد بلغت أوجها في عام 2005 لتنحدر بعد ذلك حتى العام الماضي، حيث بدأت السينما الكورية باستعادة تألقها ومكانتها لدى الجمهور الكوري، لتعرض هذه الأفلام بمعدل 73 يوماً في السنة.
كوريا الجنوبية تشارك هذا العام للمرة الأولى في مهرجان دبي السينمائي الدولي من خلال 3 أفلام حققت مشاهدة وإيرادات عالية إبان عرضها في كوريا، ومشاركتها في مهرجانات السينما الدولية الأخرى. “البيان” التقت عدداً من مسؤولي صناعة الأفلام الكورية، ليؤكدوا أن الإبداع والنوعية يمثلان رهان السينما الكورية لتحقيق النجاح.
يقول سون شول بيو مسؤول (قسم صناعة الأفلام والفيديو في وزارة الثقافة والرياضة والسياحة في الجمهورية الكورية): “نسعى من خلال مشاركتنا إلى التعرف على صناعة السينما في الوطن العربي وبناء علاقات جيدة، وتسويق 4 شركات أفلام محلية وعالمية خلال المهرجان”.
بيْكس
تنطلق فعاليات الدورة التاسعة ويشارك فيها 161 فيلماً من شتى أصقاع العالم، ومن بين الأفلام المشاركة في هذا العام، أربعة أفلام كردية:
“سيلويت لكاميران بيتاسي، صامت لرزان بشيلباس، شيرين لحسن علي، بيكس لرزان قادر”، تصور هذه الأفلام الواقع الكردي، والمشاعر التي يعيشها المجتمع تحت كافة صنوف القهر والعذاب، كما يظهر فيها الجانب الرومانسي لدى الشعب الكردي. وقد كان الحضور الكردي بارزاً في الدورة الفائتة للمهرجان حيث نال المخرج الكردي السوري ابن مدينة رأس العين المنكوبة والمقيم في ألمانيا أكرم حيدو جائزة أفضل فيلم وثائقي عن فيلمه “حلبجة... الأطفال المفقودون”. ويعد فيلم “بيكس” أو الوحيد من أهم الأفلام المعروضة وقد تحدث المخرج “رزان قادر” للصحفيين قائلا إن هذا الفيلم يعتبر رؤية شخصية لحلم عاشه هو اثناء الطفولة، يحلم بالبطل “رامبو” يخلص الأكراد من صدام حسين، وفي لقاء سريع لـ “البلاد” بعد المؤتمر الصحفي الخاص بالفيلم سألناه:
لماذا اخترت الكوميديا في تقديم الفيلم؟
لقد كان دائما صوتان في رأسي. واحد قوي، مثير، وعميق، ولكن الآخر يحاول أن يطغى بنفسه مع النكتة والضحكة وسط الشدائد. أحاول دائما العثور على نقطة التوازن بينهما.
والآن بعد أن عدت الى كردستان لتصوير الفيلم.. كيف الوضع الآن مقارنة مع ما واجهت خلال طفولتك؟
الوضع اليوم أفضل بكثير؛ فيمكنك أن تتنفس الحرية. الشعب الكردي لديه عمليا حكومة وسيادة، والشيء أكثر إثارة للدهشة من ذلك كله هو أن الرئيس الفعلي هو كردي عراقي. وكان هذا لا يمكن تصوره عندما كنت طفلا! فوجئت جدا أن أرى تحسنا كبيرا في جوانب مثل مياه الشرب أو الكهرباء... الأمور تسير في الاتجاه الصحيح.
ويتحدث الفيلم “بيْكس” عن قصة الطفلين دانا وزانا اللذين يبحثان عن خلاصهما، ولا يجدان إلا “سوبرمان” سبيلاً إليه، بعد أن استرقا مشاهدة شيء من الفيلم. إنهما يتيمان ومشردان، في كردستان العراق الرازح تحت قبضة صدام حسين في تسعينيات القرن الماضي، وما من ذرة أمل أمامهما إلا بالمضي إلى أميركا، والعيش مع صديقهما “سوبرمان”. لكن كيف السبيل؟ وهما لا يملكان مالاً ولا جوازات سفر، ووسيلة النقل الوحيدة لتحقيق ذلك حمار! فيلم رائع وجدير بالمشاهدة.
دعم
أعلن رئيس “مهرجان دبي السينمائي الدولي” عبدالحميد جمعة أمس عن دعم مؤسسته للطلب الذي تقدمت به دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة معرض “إكسبو الدولي 2020”. وفي هذا السياق، أبرز جمعة أهمية المهرجان على الصعيد الدولي قائلاً: “يعد بناء جسور التفاهم بين الشعوب أمراً أساسياً في تطور البشرية؛ ولطالما شكّل تعزيز الوعي الثقافي أولوية مهمة في رؤية “مهرجان دبي السينمائي الدولي”. كما يعتبر المهرجان بوابة للابتكار بين الشرق والغرب، ووجهة استثنائية تستقطب إليها عدداً من أكثر العقول إبداعاً وتقدماً من مختلف أنحاء العالم؛ الأمر الذي يجعل منه منصة مثلى لدعم وترويج الملف الإماراتي لاستضافة المعرض”.
وفي خطوة تهدف إلى تعزيز الوعي حول ملف الاستضافة، ستضع كافة الوفود المشاركة في “مهرجان دبي السينمائي الدولي” دبابيس تحمل شارة معرض “إكسبو دبي الدولي 2020”، كما ستظهر علامة المعرض على جميع اللافتات الإعلانية الرسمية. وسيتم عرض “فيلم علي”، الفيلم التسجيلي القصير الذي تم إنتاجه خصيصاً لدعم ملف الاستضافة، ضمن حفل عشاء خاص ليلة اختتام المهرجان الذي سيقام خلال الفترة الممتدة بين 9 - 16 ديسمبر 2012. وتلقى “مهرجان دبي السينمائي الدولي” - الذي انطلق عام 2004 - عدداً قياسياً من طلبات المشاركة في دورته الجديدة لهذا العام، حيث وصل عددها الإجمالي إلى 2.100 فيلم. ورسخ المهرجان مكانته ضمن دائرة الضوء السينمائية الدولية ليصبح منصة عالمية تعرض من خلالها أبرز الأفلام السينمائية. وتميزت دورة العام الماضي من المهرجان بمشاركة نجم هوليوود الشهير توم كروز الذي حضر للترويج لفيلمه “مهمة مستحيلة - بروتوكول الشبح”.