+A
A-

“رعاية الطفل والأمومة” تحيي ذكرى وفاة سلوى العمران

أكدت رئيسة جمعية رعاية الطفل والأمومة الشيخة هند بنت سلمان آل خليفة ان الفقيدة سلوى العمران ستظل دوما رمزا من رموز البحرين كرائدة من رواد العمل التربوي والتطوعي والخيري والاجتماعي، مشيرة إلى أن إسهاماتها كانت ولازالت “منارات” مضيئة تؤكد أنها باقية كمثال يحتذى به للمرأة ألبحرينية التي وهبت نفسها وعطاءها للبحرين وأهلها، فالكل يتذكر انجازاتها وعطاءها اللامحدود في كافة مجالات الحياة.
وأشارت الشيخة هند في تصريحات لـ”البلاد” ان الراحلة لعبت دورا مهما في إطلاق وتأسيس العمل الاجتماعي والتطوعي والخيري والتربوي وكان لها الفضل ألأكبر في وضع اللبنات الأولى له، وأكملت مشوارها فيه مع أخواتها الرائدات الأوائل كفريق لايريد من عمله ألا إسعاد آلاخرين، وكان لها شرف تأسيس جمعية رعاية الطفل والأمومة منذ عام 1960، وواصلت فدعمت رحلتها في العطاء فلم تنس الأسر المحتاجة والطالب العاجز والطفل، وذوي الإعاقة، كانت لا تكل ولا تمل ولا تنهي مشروعا خيريا أو اجتماعيا إلا تنطلق بمشروع أخر، فقد أخذت سلوى العمران على عاتقها تحمل كل هذا “الجهد” والعطاء ولكنها لم تنس عائلتها فكانت اما حنونا وزوجة معطاء.

حفل الأصدقاء
جاء ذلك في “حفل ألأصدقاء” الذي أقامته جمعية الطفل والأمومة تحت رعاية الشيخة هند لذكرى المغفور لها سلوى العمران بتشريف عدد كبير من الشيخات الكريمات من رفيقات وصديقات الراحلة وعضوات الجمعية وحشد كبير من الفعاليات الإعلامية والثقافية والاجتماعية وابنة المرحومة هالة احمد العمران وجيهان العمران مديرة مركز دراسات الطفولة بجامعة البحرين وعدد كبير من الضيفات، واللواتي طالبن الجهات العليا والمسؤولين بإطلاق اسمها على شارع ومدرسة، في لفتة وفاء لذكرى رحيلها.

سلوى رفيقة الدرب
وفي كلمتها استعرضت نائب رئيس جمعية الطفل والأمومة محفوظة الزياني قصتها مع سلوى العمران قائلة تعرفت عليها بعد وصولي البحرين بعد مغادرة بلدي العراق إلى البحرين وطني الثاني برفقة زوجي المغفور له “راشد عبدالرحمن الزياني” وكانت تعمل مدرسة في مدرسة خديجة الكبرى بالمحرق.
واستمرت صداقتي العائلية والعملية والمهنية معها، حيث أقمنا العديد من مبادرات العمل التطوعي ومنها مد يد العون لإخواننا في مصر والخطوات الأولى لتأسيس الجمعية والصعوبات التي واجهناها حتى تحقق التأسيس وتم إشهار الجمعية في عام 1960 وصدر المرسوم الملكي ليشمل أسماء المؤسسات لأول جمعية ليس على مستوى البحرين وإنما على مستوى الخليج
وقالت الزياني ان أعمال سلوى حاضرة وان كانت هي غائبة وكلها إعمال هادفة من اجل خدمة المجتمع ومنها إقامة وخدمة رياض الأطفال وأمهاتهن العاملات وتطوير الأساليب التربوية رعاية الطفل المعوق وتأسيس أول بيت لرعايتهم، و جهودها في أسبوع المرور وإضرار المخدرات وتطوير عمل مشرفات ومديرات رياض الأطفال وابتعاثهن للدراسة بمساعدة المجلس الثقافي البريطاني، وستبقى أعمالها شاهدا حيا على مر الأجيال.

اللبنات الأولى للجمعية
ومن جانبها أعربت هالة احمد العمران عن شكرها وتقديرها للشيخة هند لإقامة واستضافة هذا الحفل، مشيرة إلى أن طلبها لإقامة هذا الحفل يأتي لان والدتها كانت من المؤسسات الأوائل للجمعية وعضوة إدارية فاعلة فيها وليس لأنها قضت وقتا طويلا من حياتها في المساهمة في وضع اللبنات الأولى لتأسيسها وإنها تحدت الصعاب لتراها وعملت مع الشيخة لولوة بنت محمد آل خليفة لترسيخ دعائمها لتستقر وتتطور، وعملتا لسنوات طويلة لتصبح قوة لا يستهان بها فحظيت بالإعجاب والاحترام.
واعتبرت العمران يوم “حفل الأصدقاء” هو تحية من القلب لرائدات العمل التطوعي جميعا من جيلها واللواتي عملن بجد وتضحية وإخلاص في مواجهة الصعاب وبدون مقابل وهذا ما يميزهن. واستعرضت العمران في كلمتها المآثر العديدة لرحلة العطاء لوالدتها، وعملها برغبة صادقة من القلب وبدافع الاهتمام الحقيقي لأداء العمل، في موقع من المواقع التي كانت تعمل فيها ، سواء أكان في الجمعية أو الرياض أو البيت أوبيت الأمل ولجان توعية المرور وصندوق الطالب الجامعي ودار يوكو وكأنها جميعا وظيفة رسمية لها تؤديها بأفضل صورة.

في رحلة عطاء لسلوى العمران
ومن جانبها أعربت مديرة مركز دراسات الطفولة، أستاذة علم النفس التربوي المشارك بجامعة البحرين، عن مدى حبها واعتزاها بالراحلة الكبيرة، ليس لكونها أنموذجا وقدوة ورمزا للمرأة المعطاء في البحرين، ولكن لأنها كانت الأم والصديقة وشمعة حياتنا انطفأت بغياب سلوى العمران رحمها الله آمين. لقد كانت عنوانا مضيئا لعائلة العمران، والبسمة المشرقة التي تبدد حلكة الليالي الظلماء، والبلسم الشافي لمعالجة المشكلات والصعاب. لقد كانت وجها صبوحا لايعرف اليأس، وقلبا ذهبيا يزيده عمل الخير لمعانا. كانت أما رؤوما تجمع بين الجمال والأخلاق والحكمة وحسن التدبير، واللباقة والأناقة، والثقافة، وعفة اللسان، وحب الخير.
أفضالها علي لا تعد ولا تحصى، كنا صديقتين، وأثبتنا أن الحب المتبادل بين الحماة والكنة هو حقيقة وليس وهما، وذلك بفضل خصالها الحميدة، وكياستها، ولباقتها، وحبها وحنانها، الذي شملني وشمل جميع من عرفها عن قرب.
كان قلبها الكبير ينبض بحب عائلتها وأولادها وأحفادها، وكان حبها للوالد المرحوم الأستاذ أحمد العمران الحب الكبير بلا منازع، لا ينافسه إلا حبها لهذه الجمعية. وكانت تنظم حياتها وفق جدولين في غاية التنظيم الأول للوالد أحمد العمران رحمه الله، تتبع فيه مواعيد نومه وأكله وشربه ودوائه بنظام عجيب والثاني لأنشطتها الخيرية في الجمعية التي كان أيضا في غاية التنظيم والدقة، ولو كان حسن الترتيب والتنظيم إنسانا لسمي سلوى العمران.
و كان حبها رحمها الله لصديقاتها ومجتمعها ووطنها البحرين لايقل عن حبها لأهلها، وكانت أمتع الأوقات هي تلك التي كانت تقضيها مع صديقاتها اللواتي جمعها وإياهن حب عمل الخير من خلال هذه الجمعية المشهود لها بالخير والعطاء، في سبيل خدمة المجتمع البحريني. وكن بالفعل أنموذجا تقتدي به كل امرأة بحرينية ترغب في العمل التطوعي. فشكرا لكن انتن صديقاتها على مشاركتكن لها في عمل الخير، وبرئاسة الشيخة لولوة بنت محمد أل خليفة رئيسة الجمعية سابقا، أطال الله في عمرها، فكان عملكن التطوعي معا أجمل صورة لأنبل رسالة وهي خدمة المجتمع البحريني، وأضافت إلى .
أمي ومعلمتي ومثلي الأعلى وصديقتي وحبيبتي ، لسوف تظلين على الدوام، الملهمة الأولى لنا في العطاء للوطن، والأنموذج الفريد للأم المثالية، والقدوة الصالحة للأجيال القادمة، ولسوف تبقى أعمالك الخيرة خالدة في كتاب الزمن مكتوبة بكلمات من نور.

المثال الشامخ في العطاء...
سلوى العمران... رائدة للعمل التطوعي والخيري والاجتماعي وأول رائدة لتطوير التعليم في البحرين من خلال عملها مع رفيق دربها احمد العمران أول وزير للتربية ورائدة لحركة نهضة المرأة البحرينية في رحلة عطاء امتدت لأكثر من 40 سنة متواصلة، كانت دوما سباقة للخير والعطاء اللامحدود.. رحلت وكل انجازاتها باقية تؤكد وجودها في كل شواهد وحراك المجتمع البحريني.
الفقيدة من مواليد العام 1924. ولها ولدان وبنت واحدة، هم: ظافر وهالة والمهندس مازن. تخرجت سلوى العمران من دار المعلمات في بيروت سنة 1942، وكانت تجيد اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية. وعملت في السلك التعليمي في المملكة منذ 1942 إلى العام 1944. ثم عيّنت مديرة مدرسة خديجة الكبرى بالمحرق خلال الفترة من العام 1945 - 1948.
وزوج سلوى العمران هو المرحوم أحمد علي موسى العمران الذي توفي في 20 أكتوبر من العام 2007، وكان أول وزير للتربية والتعليم في عهد الاستقلال ومستشارا لسمو أمير دولة البحرين الراحل. بدأت العمل التطوعي العام 1960. وتولت منصب أمانة السر بجمعية رعاية الطفل والأمومة من العام 1960 حتى العام 1985. وتسلمت نيابة الرئاسة بالإضافة إلى عملها أمينة للسر من العام 1970 وحتى 1985. أعدت كتاباً عن أعمال الجمعية بمناسبة اليوبيل الفضي للجمعية للفترة من 2 يناير 1960 إلى 2 يناير 1985، وهو ما ساهم في توضيح أهداف الجمعية وما قدمته للمجتمع.
وقد أسست سلوى العمران خمس رياض أطفال وحضانة بالتعاون مع بعض أعضاء الجمعية. ووضعت خطة لتأهيل مربيات الرياض والحضانة داخل وخارج البحرين مستعينة بوزارة العمل و”اليونسكو” و”اليونيسيف” والمجلس النسائي البريطاني في لندن. كما أسست مع مجموعة من السيدات في البحرين مدرسة بيت الأمل للأطفال المعوقين العام 1977 والتي تحولت إلى معهد الأمل للأطفال المعوقين المتخلفين عقلياً والصم في العام 1982. وساهمت أيضًا في إعداد وتنفيذ الكثير من المشروعات الخيرية للعائلات المحتاجة مادياً. كما مثلت الجمعيات النسائية البحرينية في عدد من المناسبات واللقاءات واللجان الوطنية على صعيد البحرين والخارج.
وشاركت في جميع المشاريع التي قامت بها جمعية رعاية الطفل والأمومة لصالح الشعب الفلسطيني داخل البحرين وخارجها. وعينت عضواً في اللجنة التأسيسية لإدارة المرور منذ تأسيسها في العام 1973. ثم عينت عضواً ثم نائبة رئيس مجلس إدارة صندوق الطالب الجامعي الذي يقدم المنح الدراسية للطلبة المحتاجين الجامعيين الدارسين في جامعة البحرين وجامعة الخليج العربي من العام 1987 إلى العام 2000.